بمشاهد من اليمن والهند.. البوليساريو تعلن "الحرب" على المغرب وتروج لمعارك وهمية

أعلنت جبهة البوليساريو، عن طريق أمينها العام إبراهيم غالي، اليوم السبت، "إعلان نهاية الالتزام بوقف إطلاق النار" الموقع سنة 1991 والذي ترعاه الأمم المتحدة، قائلة إنها ستستأنف "العمل القتالي" ضد المغرب، وذلك بعد نجاح القوات المسلحة الملكية أمس الجمعة في إنهاء الإغلاق الذي فرضه عناصر الجبهة لثلاثة أسابيع بالمنطقة العازلة لمعبر الكركارات الحدودي، ليقوم أنصارها بنشر صور لما قالو إنها "عمليات عسكرية للجيش الصحراوي"، والتي اتضح أنها جميعها مفبركة.

وعلى عكس ما يؤكده الجيش المغربي ووزارة الخارجية وما ترصده عدسات كاميرات وسائل إعلام دولية موجودة في محيط المناطق الصحراوية المتاخمة للحدود، فإن الجبهة تصر، عبر منصاتها الإعلامية، على الترويج لوجود "معارك" في الكركارات قرب الحدود الشمالية الموريتانية والمحبس القريبة من ولاية تندوف الجزائرية مستعينة بفيديوهات وصور تعود لنزاعات أخرى كنزاع كاشمير والحرب في اليمن أو لغيرها من العمليات التي تعود لسنوات خلت.

ونشرت البوليساريو فيديو قالت إنه يُظهر قصف ما أسمته "الجيش الشعبي الصحراوي" لمواقع الجيش المغربي، لكن "الصحيفة" توصلت إلى الفيديو الأصلي يعود إلى 5 سنوات خلت وهو يظهر عملية عسكرية نفذها الجيش السعودي على جماعة "الحوثي" في اليمن انطلاقا من منطقة "الخوبة" الحدودية القريبة من جازان في جنوب غرب المملكة، وقد تعمد ناشروه من الانفصاليين حذف أغلب أجزائه لكونها تتضمن أصوات أشخاص يتحدثون باللهجة الخليجية.

فيديو آخر نشره إعلام وعناصر الجبهة الانفصالية على نطاق واسع زاعمين أنه يظهر شروع جيش البوليساريو في "الرد" على العملية التي نفذتها القوات المسلحة المغربية في الكركارات، في حين أن الفيديو نُشر لأول مرة في فبراير من سنة 2019 ويظهر عملية للجيش الهندي في إقليم كاشمير المتنازع عليه مع باكستان، وذلك عقد هجوم انتحاري نفذته جماعة مسلحة باكستانية ضد قافلة عسكرية هندية بمنطقة "بولواما" وأدى إلى مقتل 40 جنديا.

وتنضاف إلى ذلك صورة نشرها مقدم نشرات الأخبار السابق على القناة المغربية الأولى، محمد راضي الليلي، يزعم أنها تُظهر مروحية مغربية تنقل جنودا أصيبوا خلال اشتباكات مع "الجيش الصحراوي" في الكركارات، والتي تعود في الأصل لعملية إنقاذ نفذها الدرك الملكي في أبريل من سنة 2016 لأحد مستكشفي الكهوف الإسبان الذين فقدوا خلال مغامرتهم في منطقة جبلية تقع بين مراكش ووارزازات.

يشار إلى أن مصدرا عسكريا أكد صباح اليوم السبت لـ"الصحيفة" أن الوضع على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر "هادئ"، وهو ما يشمل منطقة المحبس والحوزة وأوسرد التي قالت جبهة البوليساريو إنها "شنت هجمات عسكرية على الجيش المغربي في هذه المناطق، مؤكدا أن القوات المسلحة الملكية على طول الشريط الحدودي مع الجزائر لم تشتبك مع أي مليشيات مسلحة ولم ترصد أي تحركات غير عادية في تلك المناطق.